الملحمة الكبرى ..
الملحمة الكبري هي معركة هائلة أخبرنا عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين المسلمين والروم ..
لكن متي ستحدث هذه المعركة العظيمة ؟
الملحمة الكبري ستحدث في نهاية الزمان ، وستسبق علامات الساعة الكبرى بقليل ، حيث تختلف الكثير من المصادر في تحديد المدة بينها وبين العلامات الكبرى ، لكن المؤكد أن من سيشاركون في هذه الملحمة سيشاركون في العلامات الكبري كفتح القسطنطينية وسيكونوا شاهدين علي ظهور الدجال ونزول عيسى عليه السلام ..
هل قصة الملحمة الكبرى ذكرت فقط في الاسلام ؟
لم تقتصر الملحمة الكبرى في الإسلام فقط وفي الأحاديث النبوية وانما ذكرت في الكتب الأخري مثل التوراة والإنجيل في كتب اليهود والنصارى بإسم
" هارمجدون أو ارمجدون "
تشير العديد من المصادر أنه قبل حدوث المعركة بين المسلمين والروم سيكون عدد الروم اكبر بكثير من عدد المسلمين حيث أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلي هذا في الحديث الشريف :
« تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ » ..
قبل أن نغوص ونتعمق في صلب هذا الموضوع يجب أن نشير إلي أن في هذا الوقت معظم الحضارات ستفني وتنتهي ، معظم البلاد ستنهار ، سينتهي عصر النهضة والحضارة والتكنولوجيا ، سيموت معظم البشر ولن يبقي إلا عدد قليل جدا من الناس يعيشون في مركز العالم في الشرق الأوسط في مناطق مثل الشام والاناضول والجزيرة العربية واجزاء من مصر والعراق واجزاء من أفغانستان .. أما باقي العالم سيكون قد فني وانتهي !
قبل بداية المعركة سيحدث صلح بين الروم والمسلمين وهذا يأخذنا إلي احتمالية وجود حرب بينهم قبل هذا الصلح وتشير كل المصادر والمراجع إلي أن الروم في هذه الفترة هم سكان شرق أوروبا اي انها في موقع الدولة البيزنطية التي كانت تحكم العالم في العصور الوسطى فهل ستحيا روما مجدداً ؟!
عندما حدثت الهدنة بين المسلمين والروم اتفقوا فيها علي عدو ثالث غيرهم لم يذكر اسمه في اي مصدر تاريخي ، فقد تكون دولة كبري مثل الصين أو روسيا أو امبراطوريه من كائنات أخري لا نعلم عنها شئ !
حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث شريف :
" ستُصالِحونَ الرُّومَ صلحًا آمِنًا ؛ فتَغْزونَ أنتم وهُمْ عدُوًّا مِن ورائِكم ؛ فتُنصَرون وتَغْنَمونَ وتَسْلمونَ ، ثم ترجِعونَ حتَّى تَنزِلوا بمَرْجٍ ذي تُلولٍ ، فيرفَعُ رجلٌ من أهلِ النصرانيَّةِ الصليبَ ، فيقولُ : غلَبَ الصليبُ ؛ فيغضبُ رجلٌ مِنَ المسلِمينَ فيدُقُّه ؛ فعِندَ ذلك تَغْدِرُ الرُّومُ وتجمَعُ للملحمةِ "
وبكل بساطة في هذا الحديث يشير النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلي أنه بعد أن ينتصر الحلف من الروم والمسلمين ويغنموا مغانم كثيرة سيعودون الي منطقة خضراء بها تلال " يتوقع البعض أنها منطقة الأناضول بتركيا " .. وبعد العودة يرفع احد الروم الصليب ويهو يهلل بصوته غلب الصليب غلب الصليب .. وهنا ستكون الكارثة لأن المسلم لم يقاتل بهدف نصرة الصليب ، لذلك سيغضب المسلمين من هذا الموقف وحينها سيقوم أحد من المسلمين الي هذا الرجل فيكسر الصليب ، فيثور الروم علي هذا المسلم فيقتلونه ، وحينها يثور المسلمون الي سلاحهم
وكل هذه الاشتباكات كانت بين فرقتين فقط وليس جيش الروم بالكامل أو جيش المسلمين بالكامل !
فتحدث حرب بين الفريقين فيغير الروم على المسلمين فيقتلوهم جميعاً ( اي الفرقة القليلة التي اشتبكت ) فيكرمهم الله بالشهادة ..
وعندما يعلم بذلك ملك الروم ، سيغدر بالمسلمين ويجمع للملحمة الكبري ، فتعد جيشاً كبيراً يصل الي 950 ألف مقاتل وتعرفنا علي هذا العدد من حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
" هُدنةٌ تَكونُ بينَكم وبينَ بني الأصفَرِ فيسيرونَ إليكم علَى ثمانينَ غايةً قلتُ : وما الغايةُ قال : الرَّايةُ تحتَ كلِّ رايةٍ اثنَي عشرَ ألفًا ، فِسطاطُ المسلمينَ يومئذٍ في أرضٍ يقال لها الغوطَةُ في مدينةٍ يقالُ لها دِمشقُ "
وأيضاً سيجمع المسلمين جيشاً كبيراً يخرج من المدينة المنورة من اهل الإسلام ، لكن لم يذكر عدده لكنه أقل نسبياً من جيش الروم ، ووفقاً للمصادر أن هذا الجيش المسلم من خيار أهل الأرض يومئذ ..
والآن يتوجه جيش المسلمين الي جيش الروم الذي يعسكر عند مرج دابق ( منطقة قريبة من حلب شمال سوريا ) ويعسكر جيش المسلمين في منطقة تسمى الغوطة ( منطقة قريبة من دمشق )
قبل أن تبدأ المعركة سيطلب الروم من المسلمين أن يرسلوا فريقاً منهم فيقاتلوه بدلاً من حرب الجيشين ، لكن رفض المسلمين قائلين والله لن نخلي بينكم وبين اخواننا فيقاتلونهم وتبدأ الحرب !
في بداية المعركة تكون الحرب علي اشدها ، ويضغط الروم بقوة على المسلمين فيهزمون بشكل كبير ، فتحدث مشكلة كبيرة في جيش المسلمين ويهرب عدد كبير من المسلمين من أرض المعركة ، حيث أشارت المصادر الي أن عدد المسلمين الذين سيهربون من ارض المعركة حوالي ثلث الجيش ، رغم أن الجيش من خيار اهل الأرض وهذا يدل علي مدي شدة المعركة في بدايتها ، كما وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثلث الجيش الفارين في جزء من حديث شريف :
" فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا "
تستمر الحرب على اشدها ، فتشترط مجموعة من المسلمين على أنهم لن يرجعوا إلا غالبين ومنصورين أو يموتوا معاً ، إما النصر أو الموت !
تدخل هذه المجموعة وسط الحرب وتحارب بقوة وعزم شديد ، فيقتتلون مع الروم حتي يحجز بينهم الليل ( أي يقاتلوا طوال النهار ) وهنا إشارة واضحة لعدم وجود معالم الحضارة كما ذكرنا فلا توجد كهرباء أو اضاءة فقط يعتمدون علي ضوء النهار أو ضوء النار لذلك توقفت المجموعة التي عزمت علي الموت أو الانتصار عند حلول الليل !
في اليوم الأول لم ينتصر أحد من الفرس أو الروم " كل غير غالب " لكن تفني المجموعة التي اشترطوا على أنفسهم الموت جميعاً في هذا اليوم بعد قتال عنيف ..
فيأتي اليوم الثاني ، فيشترط مجموعة من المسلمين على الموت مرة أخري أو النصر فيدخلون المعركة مع الروم حتي يحجز بينهم الليل مرة أخري ، وأيضاً تفني الشرطة ( اي المجموعة التي اشترطوا الموت أو النصر )
وحدث نفس الأمر في اليوم الثالث واشترط المسلمون على الموت أو النصر واستشهدوا جميعاً !
ووصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذين استشهدوا في اليوم الأول والثاني والثالث بأنهم ثلث الجيش المتبقي من جيش المسلمين ، إذا لقد فقد المسلمين أفضل رجال لا يهابون الموت وهم افضل الشهداء عند الله ..
إذا فر ثلث الجيش ، وفني ثلث آخر ، وبقي الثلث الأخير من الجيش ، فيفتح الله سبحانه وتعالى علي هذا الثلث الاخير ، فينتصروا في المعركة بإذن الله ويقتلون مقتلة لا يري مثلها ، لدرجة أن الطير التي تمر فوق أرض المعركة تسقط ميتة من كثرة إعداد الجثث ..
انتهت المعركة ووجد المسلمون الغنائم بكثرة لكن لا يفرحوا بها أبدا !
لم يستطع المسلمين أن يفرحوا لكثرة عدد شهداء المسلمين في الأيام الأربعة ، لدرجة أنه إن كانت عائلة كانوا مئة في المعركة ، لم يتبقي منها إلا رجل واحد وهذا يعبر عن كثرة شهداء المسلمين في المعركة !
فكما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :
" فِبأيِّ غَنيمةٍ يُفرحُ؟ أو أيِّ مِيراثٍ يُقسَمُ " !
من بقي من المسلمين بعد المعركة سيتوجهون لفتح القسطنطينية ، اي أن القسطنطينية لن تكون مع المسلمين في هذا الوقت لذلك سيتوجهوا لفتحها ..
فَبيْنَما هُم كذلك يسَمِع المسلمونَ «بِبأسٍ شديد » ، وهو الأمرُ الهائلُ ، وهو أعظَمُ وأكبَرُ مِن حَربِهم الَّتي فَرَغوا منها ، إذ جَاءَهم "الصَّريخُ" وهو صَوتُ يصرخ ويستغيثُ ، أنَّ الدَّجَّالَ الكذَّابَ قدْ خَرَج وخَلَفَهم في ذَرارِيِّهم ، مِن النِّساءِ والأطْفالِ ، فلمَّا سَمِعوا بخُروجِه أخَذوا يَترُكونَ ويُلقونَ ما في أَيدِيهم !
أخبرهم هذا الرجل وهو يرتعد خوفاً أن الدجال خرج وأنه سيؤذي أولادهم وذريتهم ، لذا اسرعوا جميعاً تاركين كل ما في ايديهم من الغنائم والأموال يرسلون بالفوارس ليتتبعوا أخبار الدجال وتبدأ فترة جديدة
من فترات نهاية الزمان ..
شكراً لقراءة المقالة ..

تعليقات
إرسال تعليق