القائمة الرئيسية

الصفحات

من أسوء ما تفعله المسلسلات التقديس والمبالغة في المشاعر وتصوير هذه المبالغة على أنها الحقيقة فمن لا ينهار حينما تتركه حبيبته أو يكتئب حين يموت عزيز لديه أو لا يكون رومانسيا مع زوجته ٤٨ ساعة في اليوم ومن لا تكون أيضا رومانسية مع زوجها وعشرات الأمثلة من ذلك فكل هؤلاء دراميا ينقصهم شئ ولا مكان للإنسان الطبيعي في الدراما.

هذه المبالغة أنتجت أجيالا هشة ما أن يقابل صدمة إلا و يظن أنه لا يستطيع تجاوزها وحده ويظن أنه بحاجة لطبيب نفسي فهذه توقفت حياتها عندما تركها حبيبها وهذا ضاع مستقبله لمجرد أنه لم يوفق في اختبار ما وهذه لا ترضى عن زوجها مهما حاول أن يرضيها لأنه دائما لا يفعل ما يكفي وهذا لا يرضى عن عمله لأنه روتيني لا يحقق شغفه إلى آخر تلك الأمثلة.

هذه الهشاشة تجدها في منشورات الأجيال الجديدة بوضوح فهو دائم الشكوى إما من اختبارات ما أو من صدمة عاطفية أو  قلة أصل أحدهم أو حقد غيره إلى آخر هذه الصعبانيات وانعكس هذا على رؤية هذا الجيل لعلاقته بالناس فهو لا يتقبل فكرة العلاقة التي فيها بعض الأذى الذي لابد لمن خالط الناس أن يجربه بل وانعكس رؤية هذا الجيل لربه فهو بالنسبة إليه حلال المشاكل ومعالج المشاعر السلبية وفقط وينسى أنه  الإله الذي له الحق أن يبتلي عبده بما شاء .

أعطوا لأنفسكم الفرصة أن تكتسب المناعة النفسية بما تواجهه من عقبات فالدنيا الأساس فيها الشقاء ومن طلب الراحة فيها فاتته الراحة وحاول أن تكون نظرتك للدنيا نظرة واقعية كما هو في الشرع فهذا يريحك من كثير من المعاناة النفسية.

مستفاد من كتاب الهشاشة النفسية للدكتور إسماعيل عرفة 

بقلم الشيخ/ إسلام عثمان 

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. نحتاج مثل هذه البرامج لتوعية أبنائنا وبناتنا بارك الله فيك ونفع بك

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع