القائمة الرئيسية

الصفحات

‏رجال المخابرات في عهد النبي ﷺ .. 
لم يغفل نبينا القائد ﷺ بأمر المخابرات وجمع المعلومات عن العدو واعتنى بها عناية فائقة ، بل واختار لها أكفأ العناصر ووضع لهم مبادئ وكانت له عيون ومخبرين داخل شبة الجزيرة العربية وخارجها في بلاد فارس والروم ..
وأكبر دليل لكفاءة مخابراته ﷺ أنه لم تحصل حادثة واحدة كُشِفَ فيها أسرار المسلمين وخططهم ونواياهم
وكانت المخابرات نوعين : 
- الهجومية: جمع المعلومات قبل الهجوم ليكون القادة على علم بما سيواجههم في المعارك 
- ‏ الوقائية: وهي التعرف على نشاط عملاء العدو والسيطرة علي هذا النشاط قبل حدوثه 


ومن أمثلة اكثر رجال المخابرات كفئ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ‏
الصحابي " عامر بن فُهيرة " الذي كان يأخذ غنم أبي بكر ليمحو بها آثار النبي وأبي بكر أثناء هجرتهما من مكة إلى المدينة ، كما كان هناك صحابيات تقوم بدورها في المخابرات مثل " أسماء بنت أبي بكر " التي كانت تجلب الطعام خفية إلى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وأبيها أثناء تلك الهجرة ، كما كانت تتتبّع أخبار قريش لتخبر بها النبي ﷺ وأباها .. 
قبل غزوة أحد أرسل العباس بن عبد المطلب إلى ابن أخيه ﷺ رسالةً يخبره فيها عن وقت خروج قريش للغزو ، وعن عدد قوات قريش ، فأسرع حامل الرسالة إلى النبي ﷺ حتى أنه قطع المسافة بين مكة والمدينة في ثلاثة أيام ، وعند وصوله أمر ﷺ بكتم مضمونها لكي لا يعرفها الجواسيس المندسين ..
كان العباس بن عبد المطلب عين رسول الله على أهل مكة فقد أخبره عن تكالب الأحزاب واتحادهم معا في غزوة الأحزاب أو كما تعرف بالخندق مما مكن الرسول ﷺ من حفر الخندق قبل وصولهم إلى المدينة وكان هذا الخندق مفاجأة للمشركين عندما رأوه حتى أنهم قالوا :
"والله إن هذه المكيدة ما كانت العرب تكيدها " 

عرفنا كل هذا ولكن هل كان هناك جواسيس أيضا لخدمة المشركين في جيش النبي ؟ 
ببساطة شديدة نعم ، لكل جيش جواسيس داخل الجيش الآخر ، ‏أثناء سفر النبي ﷺ لغزوة حنين في السنة الثامنة من الهجرة ، استراح قليلًا ثم جاء رجل مجهول وتوقف فجأةً عند أصحاب النبي ﷺ وتحدث إليهم ، وأكل معهم ، ليطمئنوا إليه ، وأصبح ينظر في أحوال الجيش بنظراتٍ توحي بالشك ، كأنه يحصيهم ويتعرف علي مقدار قوتهم ، ثم انصرف فقال ﷺ (اطلبوه ، واقـتلوه) .. 
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستجوب الجواسيس أيضا ليتعرف منهم علي المعلومات ، فذات مرة عند بئر بدر وجد الصحابة غلامين لقريش يستقيان فأتوا بهما إلى النبي ﷺ فعلم منهما أن قريشًا بالعدوة القصوى ، وسألهم عن عدد الجيش؟ فادعوا حينها عدم العلم ! 
وبكل ذكاء وحنكة سألهم ﷺ كم يىْحرون من الإبل كل يوم؟ 
فقالوا : تسعة أو عشرة 
فاستنبط ﷺ بذكاء شديد أنهم بين 900 أو 1000 رجل .. 
ذات مرة بعث النبي ﷺ الزبير بن العوام والمقداد في مهمة استخبارية خاطفة للقبض على امرأة تحمل كتابًا إلى قريش يضر بأحوال المسلمين ، إذ كشف هذا الكتاب عن خيانة ابن أبي بلتعة الذي يخبر قريشًا عن بعض أسرار المسلمين وعفى النبي عن ابن أبي بلتعه لأنه شهد بدر وأبدى توبته .. 
كما كان يكلف الرسول اصحابه بعدة تكليفات
حيث كلف رسول الله ﷺ بسبسة بن عمرو الجهني بأن يذهب إلى بدر لجمع المعلومات عن قريش قبيل الغزوة
كما كلف طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بمراقبة طريق الشام يتحسسان الأخبار عن قافلة أبي سفيان قبيل غزوة بدر .. 

تعليقات

التنقل السريع