السرد بالطريقة العامية لمحاولة تبسيط الشرح ..
قبل ما نحكي أحداث الحرب الطاحنة الدموية دي ، لازم نعرف قبل كل حاجه اي هو موقع طروادة ؟
طروادة تقع بالقرب من مضيق الدردنيل التركي علي تل صغير يسمي حصارليك وطبعا الوصف دا طبقاً لكتابات هيرودوت وهوميروس ، والاقرب هيرودوت لأنه من اكتر المؤرخين الموثوقين عند اليونان ..
السبب في الحرب دي في كل المصادر التاريخية إن الأمير " باريس " الابن قليل الحظ للملك بريام ملك طروادة اختطف هيلين جميلة الجميلات وهي زوجة شقيق "أغاممنون" ملك الإغريق ..
ليه باريس ابن قليل الحظ ؟
قليل الحظ لأن المنجمين لما الطفل دا اتولد قالوا إنه هيكون سبب في سقوط طروادة ومن هنا كان في نظرة غل وكره من ملك طروادة بريام لابنه باريس ..
أغاممنون وشقيقه لما عرفوا باللي حصل وإن هيلين اتخطفت جهزوا جيش ضخم لمحاربة طروادة وإخضاعها !
وفقاً لكلام هوميروس الشاعر اليوناني فالحرب الملحمية دي استمرت لمدة 10 سنوات ، عشر سنوات وطروادة محاصرة تماماً ، وبالمناسبة مدينة طروادة معروفة بقوة أسوارها الفولاذية ومناعتها الشديدة ، لدرجة إن في اخر الموضوع الإغريق زهقوا من الحصار حتي إن بعض المصادر بتقول إن قائد الجيش "أوديسيوس" في مرة من المرات زهق وأصبح ضائق الصدر وكان دايما بيمشي مهموم وعابس وكل يوم يطلع يتمشى على البحر يمكن هوا البحر يفرج عنه المأساة اللي هو فيها ..
هوميروس الشاعر اليوناني قال في مؤلفاته إن في مرة قائد الجيش "أوديسيوس" كان بيكلم نفسه وبيقول وهو مكتئب :
«إلى متى نظل في هذا الموقف الأليم؟ ماذا تكون نهايته؟ كيف تكون؟ لقد وضعَتْنا الآلهة في مأزِق خطير ، أما من سبيل لانتشالنا من هذه الوهدة؟ » ..
وفي مرة وهو بيفكر وزعلان جه عليه من بعيد راجل غريب باين عليه الحكمة وكبر السن ونظرات عينه يبدو عليها الذكاء والنبل وقاله :
« يا ولدي ، إن هناك نبوءةً قديمة تقول: إن طروادة لن تُقتحم أسوارُها ، ما دام تمثال أثينا يربِض هناك في معبدها!»
يعني لازم علشان تقدر تقتحم طروادة لازم التمثال دا يطلع بره طروادة ، ومن هنا جت الفكرة لأوديسيوس وهي إنه يتنكر في زي فقير ويلبس ملابس متسول ويدخل يخطف تمثال أثينا ، وفعلاً دخل المدينة ومحدش من جنود طروادة شك فيها بالعكس دول كانوا بيعطفوا عليه ووصل لحد المكان اللي فيه الآلهة أثينا واتفاجئ إن هيلين قدامه وعرفته لأنها من الطبقة النبيلة وكانت عايشة في القصر ، واعترفت بالندم الشديد علي اللي عملته وتمنت الموت علي إنها متكررش اللي عملته تاني وتسبب حرب طاحنة بين الإغريق وطروادة ، وعلشان تثبت حسن نيتها وعدته إنها تساعده في إنه يستولي على التمثال ، وبالفعل قتل حارس التمثال واخفاه في ملابسه وخرج من المدينة دون أن يشعر أحد وخصوصاً بعد ما هيلين ساعدته في إنه يخرج من الدهاليز السرية في المدينة وخرج يستعرض التمثال أمام أسوار طروادة وهو سعيد بالانتصار دا ..
في الوقت دا الإغريق فكروا ان طروادة خلاص بقت قريبة منهم وهتقع في ايدهم بكل سهولة ؛ لأنهم نفذوا النبوءة وسرقوا تمثال أثينا ، ولكن تحصل المفاجأة وهي إنهم كل ما يحاولوا اقتحامَ أسوار طروادة ، يصدَّهم الطرواديون بكل سهولة وشجاعة وفي عيونهم حسرة وخذلان اكتر من الاول ..
واحد من الحكماء في مجلس الحرب اقنع كل القادة إن القوة مش هي الحل لدخول طروادة واننا لازم نلاقي حيلة ذكية تدخلنا المدينة !
أوديسيوس قائد الجيش في الوقت دا قعد يفكر بعمق وتركيز وجاتله فكرة ماكرة جدا وهي :
1- أمر كل الجنود يصنعوا حصان خشب ضخم ومجوف ياخد جواه اكبر عدد من أمهر المحاربين
2- امر قادة السفن أنهم يتظاهروا أنهم انسحبوا من الحصار
3- أمر عدد من الجنود أنهم يحرقوا الخيام بتاعتهم كلها في الليل علشان تكون ملفتة للطرواديين
وبكدا قادة طروادة لما يلاقوا الخيم بتتحرق والسفن بتمشي من الحصار والحصان دا بره هيحسوا أنهم انتصروا وهزموا الإغريق بعد الحصار الطويل دا ..
لما خرج جنود طروادة لقيوا جنب الحصان شخص باين عليه الضرب والوسخ ومقيد اليدين والرجلين وقالهم :
" الإغريق هما اللي عملوا كل دا فيا لأنهم كانوا عاوزين يقدموني قربان لأثينا ، وان انا اقنعتهم أنهم يصنعوا الحصان دا قربان للآلهة أثينا علشان تسامحهم على سرقة تمثالها"
هنا جنود طروادة فرحوا وغمرتهم الحماسة ظناً أنهم انتصروا في الحرب وأمر ملك طروادة أنهم يدخلوا الحصان داخل المدينة ..
وبدأوا بالفعل جر الحصان داخل المدينة ، ومن ضخامة الحصان مدخلش من البوابة ، فأمر ملك طروادة أنهم يوسعوا البوابة ويهدوا جزء من الأسوار علشان يدخلوا الحصان ..
دخل الحصان واحتفلت طروادة بالانتصار الوهمي دا ، وبعد مدة طويلة في منتصف الليل الجاسوس الغريب اللي لقيوه مع الحصان طلع على مكان عالي جدا في طروادة واشعل نار علشان تكون إشارة للسفن الحربية اللي موجوده قريبة من طروادة إنها ترجع لطروادة في اسرع وقت ممكن ، وينزل بسرعة للحصان يفتح ابوابه ، علشان يطلع كل الجنود المهرة من الحصان ويبقي كدا عدو من داخل المدينة وعدو من الخارج بعد رجوع السفن ، وتم حرق اشهر الحصون والمدن المنيعة وتحولت شوارع طروادة إلي بحر من الدماء بعد ما فرحوا بالنصر الوهمي ، نصر وهمي كان سبب في قتل آلاف الأطفال والنساء ، وهروب عدد كبير من سكان طروادة اللي قدرو ينجو من خلال ممرات سرية داخل المدينة
اللي هربوا اخدوا معاهم سيف طروادة ، اللي كانوا بيعتقدوا أنهم هيظهروا تاني في المستقبل طول ما هما محافظين على السيف دا ..
بعد نهاية القصة لازم أوضح نقطة مهمة جدا ، القصة ممكن تكون خيالية وممكن تكون حقيقية ودا طبعاً حسب كلام بعض المؤرخين منهم المؤيدين ومنهم المعارضين .. لكن الحاجة الحقيقة هي الذكاء والخبرة والعبرة في القصة وإنها نوع من أدب الإغريق

تعليقات
إرسال تعليق